La version de votre navigateur est obsolète. Nous vous recommandons vivement d'actualiser votre navigateur vers la dernière version.

Abdelhak Sadequi

Auteur, écrivain-poète plurilingue

Abdelhak Sadequi,

Franco-Marocain, écrit en deux langues le français et l'arabe.

Son écriture est l'exemple type d'un métissage souhaité à la fin des années 1970 et début des années 1980 d'une population issue d'une immigration choisie. Lire plus>>

Dire les mots ...

Comme celui qui bègue
On en retient uniquement, le comment
Le fond est oublié, pour la blague
Alors que lui parle sincèrement.

Par ce fléau il vit une longue fatigue,
Les mots échappent et ...

Lire plus >>

Chokri MIMOUNIChokri MIMOUNIPréface de M. Chokri MIMOUNI

تقديم
الأستاذ, شكري الميموني

ليست هذه السّطور تقديما للخواطر الشعرية التي تليها. فالدّخول فورا إلى مضمون هذه الصفحات وما تحويه من آراء وأفكار خير طريقة للتعرّف على الشاعر واستكشاف فيض المشاعر. لأنّ الشّعر هو نبض الأحاسيس وهو الذي يفرض ذاته على المتلقّي. وما الشاعر إلّا مرآة لما يحمل في أعماقه من عِبر وفي طيّاته من دُرر فقط أريد أن أحتفل بولادة هذه القصائد والمقطوعات التي تعتبر ولادة جديدة للصّديق عبد الحق الصادقي على مثل القبائل العربية التي كانت تطفر بِشرا وتقيم الولائم والمآدب فرحا عند ولادة شاعر لها. لأنّني كلّما تقدّمت في قراءة الأشعار أحسست بملكة الكاتب في سلاسة الكتابة والأفكار. ومع استمتاعي بقراءة أشعاره وجدت فيها موهبة قويّة وشعريّة سجيّة تعبّر عن صور جميلة بكلمات قليلة قيّد نظمها وحرّر رمزها

وهاهو يفتح قريحته ويطلق لسانه، على عكس أهل زمانه، للبَوح بما يدمي الفؤاد ولم تبُح به ألسنة العباد. مثله في ذلك مثل شعراء العرب الذين يتناسَون أنفسهم للتعبير عن أحاسيس شعوبهم وقبائلهم. فنفسه لا تهمّه على قدر ما تهمّه معالجة المحن والخطوب ودفع الفتن والحروب التي لا تمسّ المواطن العربي فقط بل الإنسان ككائن عاقل، فضّله الله على كلّ المخلوقات. وحياته الشخصيّة ومشاعره الذّاتيّة لا تهمّه بقدر ما تهمّه حياة شعبه وبني وطنه على نحو ما ذهب إليه الشّابي وشوقي وغيرهما من شعراء العصر الحديث. وإذا استنهض الشابي همّة الإنسان وأكّد على قيمة الحرّيّة والتحرّر من قيود الإستعمار في قصيد "يا ابن أمّي" حيث قال " خُلقت طليقا كطيف النّسيم    وحرّا كنور الضّحى في سماه", فها هو عبد الحقّ الصادقي، عبدٌ للحقِّ صادقٌ في مغزاه، يناشد بني جنسه في "حرّيّتك يا عربي" وفي "نهاية العرض

"يا عربي خُذ حرّيّتك
"تبّا لحياة الذّلّ والحرمان
وتبّا لهيمنة الباطل والظّلمات"

وهذه تعتبر نظرة جديدة للشّعر ظهرت بوادرها مع القرن العشرين حيث لا يبالي شاعرنا بالشكل القديم الذي قيّد القصيد قرونا عدّة وجنح إلى الأوزان الأندلسيّة التي وُشّمت على زند الشعر المغاربي والأوزان الجديدة التي ابتدعها شعراء المهجر مع المحافظة على السلامة اللغويّة و نقاوة اللسان والسلاسة الشعريّة ووقع البيان في ضوء مماشاة شعره مع واقع عصره.
وقصيد "بلاد الشام" يذكّر بقصيد"دمشق" لأمير الشعراء أحمد شوقي. ومع "بدون مأوى"يمثّلان شاهدَيْن على ما يعانيه الشعب السوري من أثر الفتن

"مهد الحضارات الحصين
تبكي دما بعيون حميمة
ما لهذا البلد المسكين
ولهذه العباد المظلومة"

وفي  "بدون مأوى"  يعرض الكارثة العالميّة للشبان والعائلات الفارّين والفارّات من الهمّ والغمّ والدكتاتوريّة والذين ينتهي سفر العديد منهم في أعماق المتوسّط والعالم ينظر دون مبالاة

"الآلاف بيننا تموت في البحور … ولا من يبالي بشأن الأمور"

وحكمت عليه الظروف على العيش بأرض المهجر فاحتكّ بالأدباء والباحثين بأوروبا وكتب الشعر بالفرنسيّة فكان من أشدّهم تأثّرا واقتداء بمستلزمات الشعر الفرنسي في أشعاره باللّغة الفرنسيّة يكتب بكلّ تلقائيّة لا يعتمد الترجمة في أفكاره كأنّه روحان حلّا بدنا.ولا يجد القارئ باللغتين صعوبة البتّة في المرور من العربية للفرنسية، ومن الفرنسيه للعربية، واللّغتين متواصلتين في تواصل الإنسان بأخيه الإنسان كمرج البحر الذَيْن يلتقيان وبينهما برزخ لا يبغيان. ووجد موضوع الغربة صداه في   "الصخور"  وفي  لكي أعود

 "خبّرني عن أحوال البلاد
 عن الأرض والزّرع
خبّرني عن أحوال الأولاد
وعن الأهل وبقيّة الفرع"

لذلك أقول إنّ التجديد الشكلي الذي سلكه الصّادقي في هذا الديوان على مستوى البناء العام واللّغة عاضده نظر جديد إلى المواقف الإنسانيّة والوجوديّة وقد كان معتمدا في انجازه على معطيات العصر في الكتابة وكلّ ذلك لم يمنعه من التّجذّر في تراثه القديم.
وهذاما عَهِدت عليه الصديق عبد الحقّ الصّادقي في خلقه وطبعه من خلال لقاءاتنا ومحادثاتنا. وإنّي لممنون له جزيل الشّكر لأنّه تقاسم أفكاره مع بني شعبه وكان شاهدا على عصره مع إقتراحه عليّ تقديم ديوانه.
وقد يلاحظ القارىء أنّ وجدان الشاعر ما يزال خِضمّا زاخرا بالعطاء رغم هذا الزمن الذي انقلبت فيه الموازين والقيم وتدنّست فيه العلاقات والهمم أكثر من أيّ وقت مضى.
فهو متطوّع لتحمّل مسؤولية المبدع الحر والمدافع عن المثل العليا لم ينخرط في المدح المبتذل، يحارب الإستبداد والبدع والتلون في المشرب. يناصر الأخلاق الفاضلة يذوب رحمة على الضعيف و يتحسّر رأفة على المسكين. ونسأل الله أن يكون حظّ "صوت النمل" كحظّ النمل مع سليمان حينما سمع صوت النمل وأمر جنوده أن يغيّروا وجهتهم لألّا يؤذوا بيوت النّمل ويتركونها تتنعّم بعيشها وحرّيّتها.

 شكري الميموني
أستاذ و مدير قسم  اللّغة العربيّة,  جامعة رين ٢

Politique d'utilisation des cookies

Ce site utilise des cookies pour stocker des informations sur votre ordinateur.

Acceptez-vous l'utilisation des cookies ?